﴿ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (٢٧) ﴾
أخرج سعيد بن منصور وابن عساكر، عن ابن عباس في قوله :﴿ فأتت به قومها تحمله ﴾ قال : بعد أربعين يوماً بعد ما تعافت من نفاسها.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله :﴿ لقد جئت شيئاً فرياً ﴾ قال : عظيماً.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، عن قتادة في قوله :﴿ لقد جئت شيئاً فرياً ﴾ قال : عظيماً.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن عبد العزيز قال : كان في زمان بني إسرائيل في بيت المقدس عند عين سلوان عين، فكانت المرأة إذا قارفت، أتوها بها فشربت منها، فإن كانت بريئة لم تضرها، وإلا ماتت. فلما حملت مريم أتوها بها على بغلة فعثرت بها، فدعت الله أن يعقم رحمها، فعقم من يومئذ، فلما أتتها شربت منها فلم تزدد إلا خيراً، ثم دعت الله أن لا يفضح بها امرأة مؤمنة، فغارت العين.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل، " عن المغيرة بن شعبة قال : بعثني رسول الله ﷺ إلى أهل نجران فقالوا : أرأيت ما تقرأون؟ يا أخت هارون، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا : قال : فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال :" ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم " ".
وأخرج الخطيب وابن عساكر، عن مجاهد في قوله :﴿ يا أخت هارون ﴾ الآية. قال كانت من أهل بيت يعرفون بالصلاح، ولا يعرفون بالفساد في الناس، وفي الناس من يعرف بالصلاح ويتوالدون به، وآخرون يعرفون بالفساد ويتوالدون به، وكان هارون مصلحاً محبباً في عشيرته، وليس بهرون أخي موسى، ولكن هرون آخر. ذكر لنا أنه تبع جنازته يوم مات أربعون ألفاً من بني إسرائيل كلهم يسمون هرون.


الصفحة التالية
Icon