من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (٢٧) ﴾
بسط قومُها فيها لسانَ الملامةِ لما رَأَوْها قد وَلَدَتْ - وظاهرُ الحالِ كان معهم - فقالوا لها على سبيل الملامة : يا مَنْ كنا نَعُدُّكِ في الصلاح بمنزلة هارون المعروف بالسداد والصلاح... مِنْ أين لكِ هذه الحالة الشنعاء؟
ويقال كان أخوها اسمه هارون. ويقال كان هارون رجلاً فاسقاً في قومهم، فقالوا : يا شبيهته في الفساد.. ما هذا الولد؟
ويقال كان هارون رجلاً صالحاً فيهم فقالوا : يا أخت هارون، ويا مَن في حسابنا وظَنَنَّا ما كان أبواكِ فيهما سوء ولا فساد... كيف أتيتِ بهذه الكبيرة الفظيمعة؟!
﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩) ﴾
في الظاهر أشارت إلى الولد، وفي الباطن أشارت إلى الله، فأخذهم ما قرب وما بعد وقالوا : كيف نكلِّم مَنْ هو أهل بأن يُنَوَّم في المهد؟!
ف " كان " ها هنا في اللفظ صلة... وحملوا ذلك منها على الاستهانة بفعلتها. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ٢ صـ ٤٢٦ ـ ٤٢٧﴾


الصفحة التالية
Icon