وقيل : حال من هذا المضاف المحذوف.
وقيل :﴿ إذ ﴾ بمعنى أن المصدرية كقولك : أكرمك إذ لم تكرمني أي إن لم تكرمني.
قال أبو البقاء : فعلى هذا يصح بدل الاشتمال أي ﴿ واذكر ﴾ ﴿ مريم ﴾ انتباذها انتهى.
و﴿ انتبذت ﴾ افتعل من نبذ، ومعناه ارتمت وتنحت وانفردت.
قال السدّي ﴿ انتبذت ﴾ لتطهر من حيضها وقال غيره : لتعبد الله وكانت وقفاً على سدانة المتعبد وخدمته والعبادة فتنحت من الناس كذلك، وانتصب ﴿ مكاناً ﴾ على الظرف أي في مكان، ووصف بشرقي لأنه كان مما يلي بيت المقدس أو من دارها، وسبب كونه في الشرق أنهم كانوا يعظمون جهة الشرق من حيث تطلع الشمس.
وعن ابن عباس : اتخذت النصارى الشرق قبلة لميلاد عيسى عليه السلام.
وقيل : قعدت في مشرقة للاغتسال من الحيض محتجبة بحائط أي شيء يسترها، وكان موضعها المسجد فبينا هي في مغتسلها أتاها الملَك في صورة آدمي شاب أمرد وضيء الوجه جعد الشعر سوي الخلق لم ينتقص من الصورة الآدمية شيئاً أو حسن الصورة مستوي الخلق.
وقال قتادة ﴿ شرقياً ﴾ شاسعاً بعيداً انتهى.
والحجاب الذي اتخذته لتستتر به عن الناس لعبادة ربها.
قال السدّي : كان من جدران.
وقيل : من ثياب.
وعن ابن عباس : جعلت الجبل بينها وبين الناس ﴿ حجاباً ﴾ وظاهر الإرسال من الله إليها ومحاورة الملَك تدل على أنها نبية.
وقيل : لم تنبأ وإنما كلمها مثال بشر ورؤيتها للملك كما رئي جبريل عليه السلام في صفة دحية.
وفي سؤاله عن الإيمان والإسلام.
والظاهر أن الروح جبريل لأن الدين يحيا به ويوحيه أو سماه روحه على المجاز محبة له وتقريباً كما تقول لحبيبك : أنت روحي.
وقيل عيسى كما قال وروح منه، وعلى هذا يكون قوله ﴿ فتمثل ﴾ أي الملك.


الصفحة التالية
Icon