وأتى أهل البراري بدين أبيه إبراهيم عليهما الصلاة والسلام فأحياها الله بنور الإيمان الناشىء عن روح العلم ووصفه بالرسالة زيادة على وصف أخيه إسحاق عليهما السلام وتقدم في أمر موسى عليه السلام سر الجمع بين الوصفين ؛ وفي صحيح مسلم وجامع الترمذي - عن واثلة بن الأسقع ـ رضى الله عنهم ـ " أن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه السلام " وفي رواية الترمذي " أن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل " ﴿وكان يأمر أهله بالصلاة﴾ التي هي طهرة البدن وقرة العين وخير العون على جميع المآرب ﴿والزكاة﴾ التي هي طهرة المال، كما أوصى الله بذلك جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وتقدم في هذه السورة أنه سبحانه وتعالى أوصى بذلك عيسى عليه السلام ﴿وكان عند ربه﴾ لعبادته على حسب ما أقامته ربوبيته ﴿مرضياً﴾ فاقتد أنت به فإنه من أجل آبائك، لتجمع بين طهارة القول والبدن والمال، فتنال رتبة الرضا. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٤ صـ ٥٤٠ ـ ٥٤١﴾