والقول الأول أولى لأنه تعالى إنما وصفها بالباقيات الصالحات من حيث يدوم ثوابها ولا ينقطع فبعض العبادات وإن كان أنقص ثواباً من البعض فهي مشتركة في الدوام فهي بأسرها باقية صالحة نظراً إلى آثارها التي هي الثواب ثم إنه تعالى أخبر أنها :﴿خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً﴾ ولا يجوز أن يقال : هذا خير إلا والمراد أنه خير من غيره فالمراد إذن أنها خير مما ظنه الكفار بقولهم :﴿خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً﴾ [ مريم : ٧٣ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢١ صـ ٢١٠ ـ ٢١٢﴾