قال : إني بعثت وجئتني فسيكون لي ثم مال وولد فأعطيك، وقيل : صاغ خباب له حلياً فاقتضاه فطلب الأجرة فقال : إنكم تزعمون أنكم تبعثون، وأن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً فأنا أقضيك ثم، فإني أوتي مالاً وولداً حينئذ ثم أجاب الله تعالى عن كلامه بقوله :﴿أَطَّلَعَ الغيب أَمِ اتخذ عِندَ الرحمن عَهْداً﴾ قال صاحب "الكشاف" : أطلع الغيب من قولهم أطلع الجبل أي ارتقى إلى أعلاه ويقال مر مطلعاً لذلك الأمر أي غالباً له مالكاً له والاختيار في هذه الكلمة أن تقول : أو قد بلغ من عظم شأنه أنه ارتقى إلى علم الغيب الذي توحد به الواحد القهار، والمعنى أن الذي ادعى أن يكون حاصلاً له لا يتوصل إليه إلا بأحد هذين الأمرين، إما علم الغيب وإما عهد من عالم الغيب فبأيهما توصل إليه ؟ وقيل : في العهد كلمة الشهادة عن قتادة هل له عمل صالح قدمه فهو يرجو بذلك ما يقول ؟ ثم إنه سبحانه بين من حاله ضد ما ادعاه، فقال :﴿كَلاَّ﴾ وهي كلمة ردع وتنبيه على الخطأ أي هو مخطىء فيما يقوله ويتمناه فإن قيل لم قال :﴿سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ﴾ بسين التسويف وهو كما قاله كتب من غير تأخير قال تعالى :﴿مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ ق : ١٨ ] قلنا فيه وجهان : أحدهما : سيظهر له ويعلم أنا كتبنا.