وقال أبو السعود :
﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ المتقين ﴾
منصوبٌ على الظرفية بفعل مؤخّرٍ قد حُذف للإشعار بضيق العبارةِ عن حصره وشرحِه لكمال فظاعةِ ما يقع فيه من الطامّة والدواهي العامة، كأنه قيل : يوم نحشر المتقين أي نجمعهم ﴿ إِلَى الرحمن ﴾ إلى ربهم الذي يغمرُهم برحمته الواسعة ﴿ وَفْداً ﴾ وافدين عليه كما يفد الوفودُ على الملوك منتظِرين لكرامتهم وإنعامِهم.
﴿ وَنَسُوقُ المجرمين ﴾ كما تُساق البهائم ﴿ إلى جَهَنَّمَ وِرْداً ﴾ عِطاشاً فإن مَنْ يرد الماءَ لا يورِدُه إلا العطشُ، أو كالدوابّ التي ترِد الماءَ نفعل بالفريقين من الأفعال ما لا يخفى ببيانه نطاقُ المقال، وقيل : منصوبٌ على المفعولية بمضمر مقدمٍ خوطب به النبيُّ ﷺ، أي اذكر لهم بطريق الترغيبِ والترهيبِ يوم نحشر الخ، وقيل : على الظرفية لقوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon