وكرّر (لعلِّى) فى القصص لفظاً، وفيهما معنًى ؛ لأَن (أَو) فى قوله ﴿أَوْ أَجِدْ عَلَى النَّارِ هُدًى﴾ نائب عن (لعلِّى) و(سئاتيكم) يتضمَّن معنى (لعلِّى) وفى القصص ﴿أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ﴾ وفى النَّمل ﴿بِشِهَابٍ قَبَسٍ﴾ وفى طه ﴿بِقَبَسٍ﴾ ؛ لأَن الجذوة من النَّار [خشبة] فى رأٍها قبس به شِهاب، فهى فى السور الثلاث عبارة عن معنى واحد.
قوله :﴿فَلَمَّا أَتَاهَا﴾ هنا، وفى النَّمل :﴿فَلَمَّا جَاءَهَا﴾، وفى القصص ﴿أَتَاهَا﴾ لأَنَّ أَتى وجاءَ بمعنى واحد، لكن لكثرةِ دَوْر الإِتيان هنا نَحو (فأتياه)، (فلنأتينَّك) (ثمّ أَتى) (ثمَّ ائتوا) [جاءَ (أَتاها)]، ولفظ (جاءَ) فى النَّمل أَكثر ؛ نحو ﴿فَلَمّا جَآءَهُمْ﴾ ﴿وجِئْتُكَ مِنْ سَبَأ﴾﴿فَلَمَّا جَآءَ سُلَيْمَانَ﴾ وأَلحق القصص بطه، لقرب ما بينهما.
قوله :﴿فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ﴾ وفى القصص ﴿فَرَدَدْنَاهُ﴾ لأَنَّ الرَّجْع إِلى الشىءِ والرَّدَّ إِليه بمعنى، والرَّدُّ عن الشىء يقتضى كراهة المردود، وكان لفظ الرّجع أَلطف، فخصَّ طه به، وخُصّ القَصَص بقوله :﴿فَرَدَدْنَاهُ﴾ ؛ تصديقاً لقوله :﴿إِنَّا رَادُّوْهُ إِلَيْكَ﴾.
قوله :﴿وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً﴾، وفى الزّخرف :﴿وَجَعَلَ﴾ لأَنَّ لفظ السّلوك مع السّبيل أَكثر استعمالاً، فخصّ به طه، وخُصّ الزخف بجَعَل ازدواجاً للكلام، وموافقة لما قبلها وما بعدها.
قوله :﴿إِلَى فِرْعَوْنَ﴾ وفى الشعراءِ :﴿أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا﴾، وفى القصص :﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ﴾ ؛ لأَنَّ طه هى السّابقة، وفرعونُ هو الأَصل، والمبعوثُ إِليه، وقومه تَبَع له، وهم كالمذكورين معه، وفى الشّعراءِ ﴿قَوْمُ فِرْعَوْنَ﴾ أَى قوم
فرعون وفرعون، فاكتفى بذكره فى الإِضافة عن ذكره مفرداً.


الصفحة التالية
Icon