إن شئت أوقعت (اجعل) على (هارون أخى) وجعلت الوزير فعلا له. وإن شئت جعلت (هارون أخى) مترجماً عن الوزير، فيكون نصباً بالتكرير. وقد يجوز فى (هارون) الرفع على الائتناف لأنه مَعْرفة مفِّسر لنكرة ؛ كما قال الشاعر:
فإن لها جَارين لن يَغدِرا بها * رَبيبُ النبىّ وابنُ خير الخَلاَئِق
﴿ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴾
وقوله: ﴿اشْدُدْ بِهِ...﴾
دعاء: (اشدُدْ به) ياربّ (أَزْرى وأشركه) يارب (فى أمرى). دعاء من موسَى وهى فى إحدى القراءتين ﴿أَشْدُدْ بِهِ أزْرِى وأُشْرِكْه فى أَمرى﴾ بضم الألف. وذكر عن الحسن ﴿أَشْدُدْ به﴾ جزاء للدعاء لقوله ﴿اجعل لى﴾ ﴿وأُشْرِكه﴾ بضم الألف فى (أشركه) لأنها فعل لموسى.
﴿ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى ﴾
وقوله: ﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى...﴾
قبل هذه. وهو ما لطف له إذْ وقع إلى فرعون فحببَّه إليهم حتَّى غَذَوه. فتلكَ المنَّة الأخرى (مع هذه الآية).
﴿ إِذْ أَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يامُوسَى ﴾
وقد فسّره إذ قال: ﴿ إِذْ أَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى...﴾


الصفحة التالية
Icon