يَقول: اضرب بينَنا أجلا فضَرَب. وقوله: ﴿مَكَاناً سُوًى﴾ و (سِوَى) واكثر كلام العرب سَواء بالفتح والمدّ إذا كان فى معنى نَصْفٍ وعَدْلٍ فتحوه ومدّوه كقول الله ﴿تعالوا إلَى كلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ والكسر والضمّ بالقصر عربيّان ولا يكونان إلا مقصورين وقد قرىء بهمَا:
﴿ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ﴾
وقوله: ﴿يَوْمُ الزِّينَةِ...﴾
ذكر أنه جعل موعدهم يوم عيد، ويقال: يوم سوق كانت تكون لهم يتزيَّنون فيها.
وقوله: ﴿وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى﴾ يقول: إذا رأيت الناس يُحشرون من كل ناحيةٍ ضحىً فذلك الموعد. وموضع (أن) رفع تردّ على اليوم، وخفضٌ ترد على الزينة أى يوم يحشر الناس.
﴿ قَالَ لَهُمْ مُّوسَى وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ﴾
وقوله: ﴿فَيُسْحِتَكُم...﴾
وسحت أكثر وهو الاسْتئصال: يستأصلكم بعذاب. وقال الفرزدق:
وعَض زمان يابنَ مرَوانَ لم يَدعْ * من المال إلاّ مُسْحَتاً أو مُجَلَّف
والعرب تقول سَحَتَ وأسْحَت بمعنى واحد. قال: قيل للفراء: إن بعض الرواة يقول: ما به من المال إلا مُسْحَت أو مجلّف:
قال ليس هذا بشىء حدّثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثنى. أبو جعفر الرؤاسىّ عن أبى عمرو بن العلاء قال: مرّ الفرزدق بعبدالله بن أبى إسحاق الحضرمىّ النحوىّ فأنشده هذه القصيدة.
عَزَفتَ بأعشاش وما كدت تعزِف * حتى انتهى على هذا البيت...
وعَضُّ زمان يابن مروان لَم يَدَعْ * من المال إلاّ مُسْحَت أو مُجَلَّف
فقال عبدالله للفرزدق: علام رفعت؟ فقال له الفرزدق: على مايسوءك.
﴿ فَتَنَازَعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى ﴾
وقوله: ﴿فَتَنَازَعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ...﴾
يعنى السَحَرة قال بعضهم لبعض: إن غلَبَنا موسَى اتَّبعناه وأسرُّوها من فرعون وأصحابه.
﴿ قَالُواْ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ﴾
وقوله: ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ...﴾
قد اختلف فيه القراء فقال بعضهم: هو لحن ولكنا نمضى عليه لئلاّ نخالف الكتاب. حدَّثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثنى أبو معاوية الضرير عَنْ هاشم بن عُروة بن الزُبَير عن أَبيه عن عَائِشة أَنها سُئِلت عن قوله فى النساء ﴿لَكِنِ الراسِخُونَ فىِ العِلْمِ مِنْهمْ.... والمُقِيمِينَ الصلاةَ﴾ وعن قوله فى المائدة ﴿إِنَ الذِينَ آمَنوا والّذِين هَادُوا والصَّابِئُونَ﴾ وعن قوله ﴿إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ فقالت: يا بن أَخى هذا كان خطأ من الكاتب. وقرأَ أَبو عمرو ﴿إنَّ هَذَيْنِ لَساحِرَان﴾ واحتجّ أَنه بلغه عن بعض أَصحاب محمد صَلى الله عَليه وسَلم أنه قال: إن فى المصحف لَحْناً وستقيمه العرب.
قال الفراء: ولست أشتهى على (أن أخالف الكتاب وقرأ بعضهم (إنْ هَذَان لساحران)


الصفحة التالية
Icon