﴿إِنَّنِى أَنَا الله لا إله إِلا أَنَاْ﴾ [ طه : ١٤ ] وأما علم الوسط فهو علم العبودية ومعناها الأمر الذي يجب أن يشتغل الإنسان به في هذه الحياة الجسمانية وهو المراد بقوله :﴿فاعبدني وأقم الصلاة لذكري﴾ [ طه : ١٤ ] ثم في هذا أيضاً تعثر لأن قوله :﴿فاعبدني﴾ إشارة إلى الأعمال الجسمانية وقوله :﴿لِذِكْرِي﴾ إشارة إلى الأعمال الروحانية والعبودية أولها الأعمال الجسمانية وآخرها الأعمال الروحانية وأما علم المعاد فهو قوله :﴿إِنَّ الساعة ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا﴾ ثم إنه تعالى افتتح هذه التكاليف بمحض اللطف وهو قوله :﴿إِنّى أَنَاْ رَبُّكَ﴾ [ طه : ١٢ ] واختتمها بمحض القهر وهو قوله :﴿فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا واتبع هَوَاهُ فتردى﴾ تنبيهاً على أن رحمته سبقت غضبه وإشارة إلى أن العبد لا بد له في العبودية من الرغبة والرهبة والرجاء والخوف، وعند الوقوف على هذه الجملة تعرف أن هذا الترتيب هو النهاية في الحسن والجودة وأن ذلك لا يتأتى إلا من العالم بكل المعلومات. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٢ صـ ١٩ ـ ٢١﴾


الصفحة التالية