ورابعها : كبريت الإنابة :﴿وَأَنِيبُواْ إلى رَبّكُمْ﴾ [ الزمر : ٥٤ ] ملطخاً رؤوس تلك الخشبات بكبريت توبوا إلى الله.
وخامسها : مسرجة الصبر :﴿واستعينوا بالصبر والصلاة﴾ [ البقرة : ٤٥ ].
وسادسها : فتيلة الشكر :﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [ إبراهيم : ٧ ].
وسابعها : دهن الرضا :﴿واصبر لِحُكْمِ رَبّكَ﴾ [ الطور : ٤٨ ] أي ارض بقضاء ربك فإذا صلحت هذه الأدوات فلا تعول عليها بل ينبغي أن لا تطلب المقصود إلا من حضرته :﴿مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا﴾ [ فاطر : ٢ ] ثم اطلبها بالخشوع والخضوع :﴿وَخَشَعَتِ الأصوات للرحمن فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً﴾ [ طه : ١٠٨ ] فعند ذلك ترفع يد التضرع وتقول :﴿رَبِّ اشرح لِي صَدْرِي﴾ فهنالك تسمع ؛ ﴿قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ ياموسى﴾ [ طه : ٣٦ ] ثم نقول هذا النور الروحاني المسمى بشرح الصدر أفضل من الشمس الجسمانية لوجوه : أحدها : الشمس تحجبها غمامة وشمس المعرفة لا يحجبها السموات السبع :﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب﴾ [ فاطر : ١٠ ].
وثانيها : الشمس تغيب ليلاً وتعود نهاراً قال إبراهيم عليه السلام :﴿لا أُحِبُّ الأفلين﴾ [ الأنعام : ٧٦ ] أما شمس المعرفة فلا تغيب ليلاً :﴿إِنَّ نَاشِئَةَ الليل هِىَ أَشَدُّ وطئاً﴾ [ المزمل : ٦ ] ﴿والمستغفرين بالأسحار﴾ [ آل عمران : ١٧ ] بل أكمل الخلع الروحانية تحصل في الليل :﴿سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً﴾ [ الإسراء : ١ ].
وثالثها : الشمس تفنى :﴿إِذَا الشمس كُوّرَتْ﴾ [ التكوير : ١ ] وشمس المعرفة لا تفنى :﴿سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ﴾ [ يس : ٥٨ ].
ورابعها : الشمس إذا قابلها القمر انكسفت أما ههنا فشمس المعرفة وهي معرفة أشهد أن لا إله إلا الله ما لم يقابلها قمر أشهد أن محمداً رسول الله لم يصل نوره إلى عالم الجوارح.
وخامسها : الشمس تسود الوجوه والمعرفة تبيضها :