وسادسها : السكينة :﴿هُوَ الذى أَنزَلَ السكينة فِى قُلُوبِ المؤمنين﴾ [ الفتح : ٤ ] فلما رغب موسى عليه السلام في طلب السكينة قال :﴿رَبِّ اشرح لِي صَدْرِي﴾ والنكتة أن أبا بكر رضي الله عنه كان مع رسول الله ﷺ وكان خائفاً فلما نزلت السكينة عليه قال : لا تحزن فلما نزلت سكينة الإيمان فرجوا أن يسمعوا خطاب :﴿أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ﴾ [ فصلت : ٣٠ ] وأيضاً لما نزلت السكينة صار من الخلفاء :﴿وَعَدَ الله الذين ءَامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الأرض﴾ [ النور : ٥٥ ] أي أن يصيروا خلفاء الله في أرضه.
وسابعها : المحبة والزينة :﴿ولكن الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمان وَزِينَه فِي قُلُوبِكُمْ ﴾
[ الحجرات : ٧ ] والنكتة أن من ألقى حبة في أرض فإنه لا يفسدها ولا يحرقها فهو سبحانه وتعالى ألقى حبة المحبة في أرض القلب فكيف يحرقها.
وثامنها :﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبُكُمْ﴾ [ الأنفال : ٦٣ ] والنكتة أن محمداً ﷺ ألف بين قلوب أصحابه ثم إنه ما تركهم [ في ] غيبة ولا حضور :" سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " فالرحيم كيف يتركهم.
وتاسعها : الطمأنينة :﴿أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب﴾ [ الرعد : ٢٨ ] وموسى طلب الطمأنينة فقال :﴿رَبِّ اشرح لِي صَدْرِي﴾ والنكتة أن حاجة العبد لا نهاية لها فلهذا لو أعطى كل ما في العالم من الأجسام فإنه لا يكفيه لأن حاجته غير متناهية والأجسام متناهية والمتناهي لا يصير مقابلاً لغير المتناهي بل الذي يكفي في الحاجة الغير المتناهية الكمال الذي لا نهاية له وما ذاك إلا للحق سبحانه وتعالى فلهذا قال :﴿أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب﴾ ولما عرفت حقيقة شرح الصدر للمؤمنين فاعرف صفات قلوب الكافرين لوجوه : أحدها : فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم.
وثانيها : ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم.