قال النحاس : جعلوا الفعلين في موضع جزم جواباً لقوله :﴿ واجعل لِّي وَزِيراً ﴾ وهذه القراءة شاذة بعيدة ؛ لأن جواب مثل هذا إنما يتخرج بمعنى الشرط والمجازاة ؛ فيكون المعنى : إن تجعل لي وزيراً من أهلي أشدد به أزري، وأشركه في أمري.
وأمره النبوة والرسالة، وليس هذا إليه ﷺ فيخبر به، إنما سأل الله عز وجل أن يشركه معه في النبوة.
وفتح الياء من "أَخِي" ابن كثير وأبو عمرو.
﴿ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً ﴾ قيل : معنى "نسبحك" نصلي لك.
ويحتمل أن يكون التسبيح باللسان.
أي ننزهك عما لا يليق بجلالك.
"وكَثِيراً" نعت لمصدر محذوف.
ويجوز أن يكون نعتاً لوقت.
والإدغام حسن ؛ وكذا ﴿ وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً ﴾.
﴿ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً ﴾ قال الخطابي : البصير المبصر، والبصير العالم بخفيات الأمور، فالمعنى ؛ أي عالماً بنا، ومدركاً لنا في صغرنا فأحسنت إلينا، فأحسن إلينا أيضاً كذلك يا رب. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١١ صـ ﴾