وقال ابن عطية :
﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ ﴾
العامل في ﴿ إذ ﴾ فعل مضمر تقديره ومننا إذ، وتقدم تفسير هذه الآية في القصص المذكرور آنفاً. وقرأت فرقة " تقَر " بفتح القاف، وقرأت فرقة بكسر القاف والنفس هي نفس القطبي الذي كان يقاتل الإسرائيلي فوكزه موسى فقضى عليه، و﴿ الغم ﴾ هم النفس وكان هم موسى بأمر من طلبه ليثأر به. وقوله ﴿ فتناك فتوناً ﴾ معناه خلصناك تخليصاً. هذا قول جمهور المفسرين. وقالت فرقة معناه اختبرناك وعلى هذا التأويل لا يراد إلا ما اختبر به موسى بعد بلوغه وتكليفه وما كان قبل ذلك فلا يدخل في اختبار موسى وعده سنيه ﴿ في أهل مدين ﴾ عشرة أعوام لأنه إنما قضى أوفى الأجلين وقوله ﴿ على قدر ﴾ أي بميقات محدودة للنبوة التي قد أرداها الله بك ومنه قول الشاعر :[ البسيط ]
نال الخلافة إذ كانت له قدراً... كما أتى ربه موسى على قدر
﴿ واصطنعتك ﴾ معناه جعلتك موضع الصنيعة ومقر الإجمال والإحسان، وقوله ﴿ لنفسي ﴾ إضافة تشريف، وهكذا كما تقول بيت الله ونحوه والصيام لي وعبر ب " النفس " عن شدة القرب وقوة الاختصاص. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾