قال القاضي أبو محمد : وفي هذا التأويل دخول اللام في الخبر وقال بعض النحاة ألف " هذان " مشبهة هنا بألف تفعلان وقال ابن كيسان لما كان هذا بحال واحدة في رفعه ونصبه وخفضه تركت تثنيته هنا كذلك، وقال جماعة، منهم عائشة رضي الله عنها وأبو بكر، هذا مما لحن الكاتب فيه وأقيم بالصواب وهو تخفيف النون من أن ع وهذه الأقوال معترضة إلا ما قيل من أنها لغة، و" إن " بمعنى أجل ونعم أو " إن " في الكلام ضميراً وأما من قرأ " إن " خفيفة فهي عن سيبويه المخففة من الثقيلة ويرتفع بعدها الأسم ويقول الفراء هي بمعنى ما واللام بمعنى إلا ووجه سائر القراءات بينّ. وعبر كثير عن المفسرين عن " الطريقة " بالسادة وأنها يراد بها أهل العقل والسن والحجى وحكوا أن العرب تقول فلان طريقة قومه أي سيدهم والأظهر في " الطريقة " هنا أنها السيرة والمملكة والحال التي هي عليها، و﴿ المثلى ﴾ تأنيث أمثل أي الفاضلة الحسنة. وقرأ جمهور القراء " فأجمعوا " بقطع الألف وكسر الميم على معنى أنقذوا وأعزموا، وقرأ ابو عمرو وحده " فاجمعوا " من جمع أي ضموا سحركم بعضه إلى بعض، وقرأ ابن كثير " ثمَّ " بفتح الميم " ايْتوا " بسكون الياء، وقرأ أيضاً في رواية شبل عنه بكسر الميم " ثمِ ايتوا " قال أبو علي وهذا غلط ولا وجه لكسر الميم من " ثم " وقرأ الجمهور " ثم ائتوا " بفتح الميم وبهمزة بعد الألف، قوله ﴿ صفاً ﴾ حال أي مصطفين وتداعوا إلى هذا لأنه أهيب وأظهر لهم، و﴿ أفلح ﴾ معناه ظفر ببغيته و﴿ استعلى ﴾ معناه طلب العلو في أمره وسعى سعيه. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon