ولما كان كل حزب بما لديهم فرحون قالوا :﴿ويذهبا بطريقتكم﴾ هذه السحرية التي تعبتم في تمهيدها، وأفنى فيها أسلافكم أعمارهم، حتى بلغ أمرها الغاية، وبدينكم الذي به قوامكم ﴿المثلى﴾ أي التي هي أمثل الطرق، فيكونا آثر بما يظهرانه منها عند الناس منكم، ويصرفان وجوه الناس إليها عنكم، ويبطل ما لكم بذلك من الارزاق والعظمة عند الخاص والعام وغير ذلك من الأغراض ﴿فأجمعوا كيدكم﴾ أي لا تدعوا منه شيئاً إلا جئتم به ولا تختلفوا تضعفوا ﴿ثم ائتوا﴾ إلى لقاء موسى وهارون لمباراتهما ﴿صفاً﴾ أي متسابقين متساوين في السباق ليستعلي أمركم عليهما فتفلحوا، والاصطفاف أهيب في صدور الرائين.
ولما كان التقدير : فمن أتى كذلك فقد استعلى، عطف عليه قولهم محققاً :﴿وقد أفلح اليوم﴾ في هذا الجمع الذي ما اجتمع مثله قط ﴿من استعلى﴾ أي غلب ووجد علوه، أي ففعلوا ما تقدم وأتوا صفاً. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٥ صـ ٢٧ ـ ٢٨﴾