وقال ابن عطية :
﴿ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي ﴾
هذا استئناف إخبار عن موسى من أمر موسى وبينه وبين مقال السحرة المتقدم مدة من الزمان حدثت فيها لموسى وفرعون حوادث، وذلك أن فرعون لما انقضى أمر السحرة وغلب موسى وقوي أمره وعده فرعون أن يرسل معه بني إسرائيل فأقام موسى على وعده حتى غدره فرعون ونكث وأعلمه أنه لا يرسلهم معه، فبعث الله حينئذ الآيات المذكورة في غير هذه الآيات الجراد والقمل إلى آخرها كلما جاءت آية وعد فرعون أن يرسل بني إسرائيل عند انكشاف القول فإذا انكشف نكث حتى تأتي أخرى، فلما كانت الآيات أوحى الله تعالى إلى موسى أن يخرج بني إسرائيل من مصر في الليل هارباً، و" السرى " سير الليل، و﴿ أن ﴾ في قوله ﴿ أن أسر ﴾ يجوز أن تكون مفسرة لا موضع لها من الإعراب كقوله عز وجل :﴿ وانطلق الملأ منهم أن امشوا ﴾ [ ص : ١٠ ] ويجوز أن تكون الناصبة للأفعال وتكون في موضع نصب ب ﴿ أوحينا ﴾ وقوله تعالى ﴿ بعبادي ﴾ إضافة تشريف لبني إسرائيل، وكل الخلق عباد الله، ولكن هذا كقوله تعالى :﴿ ونفخت فيه من روحي ﴾ [ الحجر : ٢٩ ]، وروي من قصص هذه الآية أن بني إسرائيل لما أشعرهم موسى عليه السلام بليلة الخروج استعاروا من معارفهم من القبط حلياً وثياباً وكل أحد ما اتفق له.


الصفحة التالية
Icon