وفرعون أول من صلب، وأقسم فرعون على ذلك وهو فعل نفسه وعلى فعل غيره، وهو ﴿ ولتعلمنّ أينا ﴾ أي أيي وأي من آمنتم به.
وقيل : أيي وأي موسى، وقال ذلك على سبيل الاستهزاء لأن موسى لم يكن من أهل التعذيب وإلى هذا القول ذهب الزمخشري قال : بدليل قوله ﴿ آمنتم له ﴾ واللام مع الإيمان في كتاب الله لغير الله كقوله ﴿ يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ﴾ وفيه نفاحة باقتداره وقهره وما ألفه وضَرِيَ به من تعذيب الناس بأنواع العذاب، وتوضيع لموسى عليه السلام واستضعاف مع الهزء به انتهى.
وهو قول الطبري قال : يريد نفسه وموسى عليه السلام، والقول الأول أذهب مع مخرقة فرعون ﴿ ولتعلمنّ ﴾ هنا معلق و﴿ أينا أشد ﴾ جملة استفهامية من مبتدإ وخبر في موضع نصب لقوله ﴿ ولتعلمنّ ﴾ سدّت مسد المفعولين أو في موضع مفعول واحد إن كان ﴿ لتعلمنّ ﴾ معدى تعدية عرف، ويجوز على الوجه أن يكون ﴿ أينا ﴾ مفعولاً ﴿ لتعلمن ﴾ وهو مبني على رأي سيبويه و﴿ أشد ﴾ خبر مبتدأ محذوف، و﴿ أينا ﴾ موصولة والجملة بعدها صلة والتقدير و﴿ لتعلمنّ ﴾ من هو ﴿ أشد عذاباً وأبقى ﴾. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾