وفي الكلام حذف على هذا القول تقديره فنجا موسى وقومه، وغرّق فرعون وقومه.
وقال الزجّاج : وقرىء وجنوده عطفاً على فرعون.
﴿ وأضل فرعون قومه ﴾ أي من أول مرة إلى هذه النهاية ويعني الضلال في الدين.
وقيل : أضلهم في البحر لأنهم غرقوا فيه، واحتج به القاضي على مذهبه فقال : لو كان الضلال من خلق الله لما جاز أن يقال :﴿ وأضل فرعون قومه ﴾ بل وجب أن يقال : الله أضلهم لأن الله تعالى ذمه بذلك فكيف يكون خالقاً للكفر لأن من ذم غيره بفعل شيء لا بد أن يكون المذموم فاعلاً لذلك الفعل وإلاّ استحق الذام الذم انتهى.
وهو على طريقة الاعتزال ﴿ وما هدى ﴾ أي ما هداهم إلى الدين، أو ما نجا من الغرق، أو ما هتدى في نفسه لأن ﴿ هدى ﴾ قد يأتي بمعنى اهتدى. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾