وقوله في هذه الآية :﴿ فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ ﴾ أي أول النهار عند إشراق الشمس. ومن الآيات الدالة على ذلك أيضاً قوله تعالى في « يونس » :﴿ وَجَاوَزْنَا ببني إِسْرَائِيلَ البحر فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً ﴾ [ يونس : ٩٠ ]، وقوله في « الدخان » :﴿ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ﴾ [ الدخان : ٢٣ ] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اتباعه لهم. وأما غرقه هو وجميع قومه المشار إليه قوله هنا :﴿ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ اليم مَا غَشِيَهُمْ ﴾ فقد أوضحه تعالى في مواضع متعددة من كتابه العزيز. كقوله في « الشعراء » :﴿ فَأَوْحَيْنَآ إلى موسى أَنِ اضرب بِّعَصَاكَ البحر فانفلق فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطود العظيم وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخرين وَأَنجَيْنَا موسى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخرين إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [ الشعراء : ٦٣-٦٧ ] الآية، وقوله في « الأعراف » :﴿ فانتقمنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي اليم ﴾ [ الأعراف : ١٣٦ ] الآية، وقوله في « الزخرف » :﴿ فَلَمَّآ آسَفُونَا انتقمنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ الزخرف : ٥٥ ]، وقوله في « البقرة » :﴿ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ البحر فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ ﴾ [ البقرة : ٥٠ ]، وقوله في « يونس » :﴿ حتى إِذَآ أَدْرَكَهُ الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إله إِلاَّ الذي آمَنَتْ بِهِ بنوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ المسلمين ﴾ [ يونس : ٩٠ ]، وقوله في « الدخان » :﴿ واترك البحر رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ ﴾ [ الدخان : ٢٤ ] إلى غير ذلك من الآيات. والتعبير بالاسم المبهم الذي هو الموصول في قوله ﴿ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ اليم مَا غَشِيَهُمْ ﴾ يدل على تعظيم الأمر وتفخيم شأنه، ونظيره في


الصفحة التالية
Icon