" فوائد لغوية وإعرابية "
قال السمين :
﴿ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي ﴾
قوله :﴿ طَرِيقاً ﴾ : فيه وجهان، أحدُهما : أنه مفعولٌ به ؛ وذلك على سبيلِ المجاز : وهو أنَّ الطريقَ مُتَسَبِّبٌ عن ضَرْب البحرِ، إذ المعنى : اضربْ البحرَ لينغلقَ لهم فيصيرَ طريقاً، فبهذا صَحَّ نسبةُ الضربِ إلى الطريق. وقيل :" ضرب " هنا بمعنى جَعَلَ أي : اجعل لهم طريقاً وأَشْرِعْه فيه. والثاني : أنه منصوبٌ على الظرفِ. قال أبو البقاء :" التقدير : موضعَ طريقٍ، فهو مفعولٌ به على الظاهر. ونظيرُه قولُه ﴿ أَنِ اضرب بِّعَصَاكَ البحر ﴾ [ الشعراء : ٦٣ ] وهو مثلُ " ضربْتُ زيداً ". وقيل :" ضرب " هنا بمعنى " جعل " و" شرع " مثلَ قولهم : ضربْتُ له بسَهْم " انتهى. فقولُه على الظاهر يعني أنه لولا التأويلُ لكان ظرفاً.
قوله :﴿ يَبَساً ﴾ صفةٌ ل " طريقاً " وصَفَه به لِما يَؤُول إليه ؛ لأنه لم يكنْ يَبَساً بعدُ، إنما مرَّت عليه الصَّبا فجفَّفَتْه، كما يروى في التفسيرِ. وهل في الأصل مصدرٌ وُصِفَ به مبالغةً، أو على حذفِ مضافٍ أو جمع يابس كخادم وخَدَم، وُصِف به الواحدُ مبالغةً كقولِه :
| ٣٣٠٧........................ | ................ ومِعَىً جِياعاً |
وقرأ الحسنُ " يَبْساً " بالسكونِ. وهو مصدرٌ أيضاً. وقيل : المفتوحُ اسمٌ، والساكنُ مصدرٌ. وقرأ أبو حيوة " يابساً " اسمُ فاعل.
قوله :﴿ لاَّ تَخَافُ ﴾ العامَّةُ على " لا تَخاف " مرفوعاً، وفيه أوجهٌ، أحدها : أنه مستأنفٌ فلا محلَّ له من الإِعراب. الثاني : أنه في محلِّ نصبٍ على الحالِ من فاعل " اضرِبْ " أي : اضرب غيرَ خائفٍ. والثالث : أنه صفةٌ ل " طريقاً "، والعائدُ محذوفٌ أي لا تخافُ فيه.