وقرأ أبو عمروٍ في روايةٍ والحسنُ " فاتَّبَعَهُمْ " بالتشديد، وكذلك قراءة الحسن في جميع القرآن/ إلاَّ في قولِه :﴿ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾ [ الصافات : ١٠ ].
قوله :﴿ مَا غَشِيَهُمْ ﴾ فاعلُ " غَشِيَهم "، وهذا من باب الاختصار وجوامعِ الكَلِمِ التي يَقِلُّ لفظُها ويكثُر معناها أي : فغشِيَهم ما لا يَعْلم كُنْهَه إلاَّ اللهُ تعَالى. وقرأ الأعمش :" فَغَشَّاهم " مضعَّفاً. وفي الفاعل حينئذٍ ثلاثةُ أوجه، أحدها : أنه " ما غَشَّاهم " كالقراءةِ قبله. أي : غَطَّاهم من اليَمِّ ما غَطَّاهم. والثاني : هو ضميرُ الباري تعالى أي : فَغَشَّاهم اللهُ. والثالث : هو ضميرُ فرعونَ لأنه السببُ في إهْلاكهم. وعلى هذين الوجهين ف " ما غَشَّاهم " في محلِّ نصبٍ مفعولاً ثانياً. أ هـ ﴿الدر المصون حـ ٨ صـ ٨٠ ـ ٨٥﴾


الصفحة التالية
Icon