فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى فى الآيتين [٨٤ - ٨٥] من سورة البقرة :﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنْتُمْ هؤلاء تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذالِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الّعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾.. نجده يفسر الآية تفسيراً مختصراً مقبولاً، ثم يروى عن القُمِّى :" أنها نزلت فى أبى ذر - رحمة الله عليه - وفيما فعل به عثمان بن عفان، وكان سبب ذلك : أنه لما أمر عثمان بنفى أبى ذر - رحمة الله عليه - إلى الرِبْذة، دخل عليه أبو ذر وكان عليلاً وهو متكئ على عصاه، وبين يدى عثمان مائة ألف درهم أتته من بعض النواحى، وأصحابه حوله ينظورن إليه ويطعمون أن يقسمها فيهم، فقال أبو ذر لعثمان : ما هذا المال ؟ فقال : حُمِل إلينا من بعض الأعمال مائة ألف درهم أريد أن أضم إليها مثلها ثم أرى فيها رأيى.. قال أبو ذر : يا عثمان ؛ أيما أكثر ؟ مائة ألف درهم أم أربعة دنانير ؟ قال عثمان : بل مائة ألف درهم، فقال : أما تذكر إذ إنا وأنت دخلنا على رسول الله ﷺ عِشاءً فوجدناه كئيباً حزيناً، فسلَّمنا عليه فلم يرد علينا السلام، فلما أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكاً مستبشراً، فقلت له : بأبى أنت وأُمى، دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيباً حزيناً، وعدنا إليك اليوم فرأيناك ضاحكاً مستبشراً، فقال :" نعم.. قد بقى عندى من فئ المسلمين أربعة دنانير