ومثلاً عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٤٠] من سورة التوبة :﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾... الآية، نجده لا يعترف بهذه المنقبة لأبى بكر، رضى الله عنه، بل ويحاول بكل جهوده أن يأخذ منها مغمزاً على أبى بكر، وذلك حيث يقول ما نصه :﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ﴾ وهو أبو بكر، ﴿لاَ تَحْزَنْ﴾ لا تخف، ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ بالعصمة والمعونة.. فى الكافى عن الباقر أن رسول الله ﷺ أقبل يقول لأبى بكر فى الغار : اسكن فإن الله معنا، وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن، فلما رأى رسول الله حاله قال له : تريد أن أريك أصحابى من الأنصار فى مجالسهم يتحدثون ؟ وأريك جعفر وأصحابه فى البحر يغوصون ؟ قال : نعم، فمسح رسول الله ﷺ بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار يتحدثون، وإلى جعفر وأصحابه فى البحر يغوصون، فأضمر تلك الساعة أنه ساحر، ﴿فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ﴾ أمنته التى تسكن إليها القلوب ﴿عَلَيْهِ﴾.. فى الكافى عن الرضا : أنه قرأها :" على رسوله" قيل له : هكذا ؟ قال : هكذا نقرؤها، وهكذا تنزيلها. والعياشى عنه : إنهم يحتجون علينا بقوله تعالى :﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ وما لهم فى ذلك من حُجَّة، فوالله لقد قال الله :" فأنزل الله سكينته على رسوله" وما ذكره فيها بخبر، قيل : هكذا تقرأونها ؟ قال : هكذا قراءتها".
* *
* طعنه على أبى بكر وعمر وعائشة وحفصة :