وعنه أنه سُئل : الأوصياء طاعتهم مفروضة ؟. قال : نعم، هم الذين قال الله :﴿أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾.. وهم الذين قال الله :﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ﴾... الآية، وروى المؤلف غير ذلك من الروايات، وكلها يدور حول هذا الشأن، ثم ادّعى إجماع الأُمة على أنه لم يُؤْتِ الزكاة يومئذ أحد منهم وهو راكع غير رجل واحد هو علىّ.. ثم علَّل عدم ذكره باسمه فى الكتاب بأنه لو ذُكِر باسمه فى الكتاب لأُسقط مع ما أُسقط.. ثم وفَّق بين الروايات القائلة بأنه تصدَّق بحُلَّته، وبين الروايات القائلة بأنه تصدَّق بخاتمه فقال :" لعله تصدَّق مرة فى ركوعه بالحُلَّة، ومرة بالخاتم.. والآية نزلت بعد الثانية، وقوله تعالى :﴿وَيُؤْتُونَ﴾ إشعار بذلك، لتضمنه التكرار والتجديد، كما أن فيه إشعاراً بفعل أولاده أيضاً". وعند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٦٧] من سورة المائدة :﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾... الآية، نراه يحمل التبليغ المأمور به عليه السلام على تبليغه للناس إمامة علىّ وولايته، ويروى هنا قصة طويلة جداً، ويروى خطبة النبى لأصحابه عند " غدير خُمْ"، وهى خطبة طويلة كذفلك، وفى هذه الخطبة يقول رسول الله ﷺ مبيناً سبب نزول الآية :" وأنا مبين لكم سبب هذه الآية : إن جبريل هبط إلىَّ مراراً ثلاثة، يأمرنى عن السلام ربى وهو السلام : أن أقوم فى هذا المشهد وأُعلم كل أبيض وأسود أن علىَّ بن أبى طالب أخى، ووصيى وحليفتى، والإمام من بعدى، الذى محله منى محل هارون من موسى، إلا أنه لا نبى بعدى، وهو وليكم بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله علىّ بذلك آية من كتابه :{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ


الصفحة التالية
Icon