وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ وواعدناكم جانبَ الطورِ الأيمنَ ﴾
لأخذ التوراة.
وقد ذكرنا في [ مريم : ٥٢ ] معنى "الأيمن"، وذكرنا في [ البقرة : ٥٧ ] "المن والسلوى".
[ قوله تعالى :﴿ كلوا ﴾ أي : وقلنا لهم : كلوا ].
قوله تعالى :﴿ ولا تطغَوْا ﴾ فيه ثلاثة أقوال.
أحدها : لا تبطروا في نعمي [ فتظلموا ].
والثاني : لا تجحدوا نعمي فتكونوا طاغين.
والثالث : لا تدَّخروا منه لأكثر من يوم وليلة.
قوله تعالى :﴿ فيحلَّ عليكم غضبي ﴾ أي : فتجب لكم عقوبتي.
والجمهور قرؤوا "فيحِل" بكسر الحاء ﴿ ومن يحلِل ﴾ بكسر اللام.
وقرأ الكسائي :"فيحُل" بضم الحاء "ومن يحلُل" بضم اللام.
قال الفراء : والكسر أحب إِليَّ، لأن الضم من الحلول، ومعناه : الوقوع، و"يحل" بالكسر، يجب، وجاء التفسير بالوجوب، لا بالوقوع.
قوله تعالى :﴿ فقد هوى ﴾ أي : هلك.
قوله تعالى :﴿ وإِني لغفَّار ﴾ الغفار : الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد أُخرى، فكلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته، وأصل الغفر : الستر، وبه سمي [ زِئْبَر ] الثوب : غفراً، لأنه يستر سداه.
فالغفار : الستار لذنوب عباده، المسبل عليهم ثوب عطفه.
قوله تعالى :﴿ لمن تاب ﴾ قال ابن عباس : لمن تاب من الشرك ﴿ وآمن ﴾ أي : وحَّد الله وصدَّقه، ﴿ وعمل صالحاً ﴾ أدَّى الفرائض.
وفي قوله تعالى :﴿ ثم اهتدى ﴾ ثمانية أقوال.
أحدها : علم أن لعمله هذا ثواباً، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني : لم يشكّك، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثالث : علم أن ذلك توفيق من الله [ له ]، رواه عطاء عن ابن عباس.
والرابع : لزم السنة والجماعة، قاله سعيد بن جبير.
والخامس : استقام، قاله الضحاك.
والسادس : لزم الإِسلام حتى يموت عليه، قاله قتادة.
والسابع : اهتدى كيف يعمل، قاله زيد بن أسلم.
والثامن : اهتدى إِلى ولاية بيت النبي ﷺ، قاله ثابت البناني. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon