ولما ذكر ما للإله الحق من القدرة التامة في الدارين، أتبعه عجز العجل فقال :﴿وانظر إلى إلهك﴾ أي بزعمك ﴿الذي ظلت﴾ أي دمت في مدة يسيرة جداً بما أشار إليه تخفيف التضعيف ﴿عليه عاكفاً﴾ أي مقبلاً مقارباً مواظباً جهاراً ﴿لنحرقنه﴾ أي بالنار وبالمبرد - كما سلف عن نص التوراة، وكان معنى ذلك أنه أحماه حتى لان فهان على المبارد ﴿ثم لننسفنه﴾ أي لنذرينه إذا صار سحالة ﴿في اليم﴾ أي البحر الذي أغرق الله فيه آل فرعون وهو أهل لأن يقصد فيجمع الله سحالته التي هي من حيلهم وأموالهم فيحميها في نار جهنم ويكويهم ويجعلها من أشد العذاب عليهم، وأكد الفعل إظهاراً لعظمة الله الذي أمره بذلك، وتحقيقاً للصدق في الوعد فقال :﴿نسفاً ﴾. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٥ صـ ٤١ ـ ٤٣﴾