وقال أبو السعود :
﴿ إِنَّمَا إلهكم الله ﴾
استئناف مَسوقٌ لتحقيق الحقِّ إثرَ إبطالِ الباطل بتلوين الخطابِ وتوجيهِه إلى الكل، أي إنما معبودُكم المستحقُّ للعبادة الله ﴿ الذى لا إله ﴾ في الوجود لشيء من الأشياء ﴿ إِلاَّ هُوَ ﴾ وحده من غير أن يشاركَه شيءٌ من الأشياء بوجه من الوجوه التي من جملتها أحكامُ الألوهية، وقرىء الله لا إله إلا هو الرحمن ربُّ العرش وقوله تعالى :﴿ وَسِعَ كُلَّ شَىْء عِلْماً ﴾ أي وسع علمُه كلَّ ما من شأنه أن يُعلم بدلٌ من الصلة، كأنه قيل : إنما إلهكم الله الذي وسع كلَّ شيءٍ علماً لا غيرُه كائناً ما كان فيدخل فيه العِجْلُ دخولاً أولياً، وقرىء وسّع بالتشديد فيكون انتصابُ عِلْماً على المفعولية لأنه على القراءة الأولى فاعلٌ حقيقةً، وبنقل الفعل إلى التعدية إلى المفعولين صار الفاعل مفعولاً أولاً، كأنه قيل : وسِع علمُه كلَّ شيء وبه تم حديثُ موسى عليه السلام المذكورُ لتقرير أمر التوحيدِ حسبما نطقت به خاتمتُه وقوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon