﴿ مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ ﴾ عن ذلك الذكرِ العظيم الشأنِ المستتبِع لسعادة الدارين، وقيل : عن الله عز وجل، ومَنْ إما شرطيةٌ أو موصولةٌ وأياً ما كانت فالجملةُ صفةٌ لذكراً ﴿ فَإِنَّهُ ﴾ أي المعرِضُ عنه ﴿ يَحْمِلُ يَوْمَ القيامة وِزْراً ﴾ أي عقوبةً ثقيلةً فادحة على كفره وسائرِ ذنوبه، وتسميتُها وِزراً إما لتشبيهها في ثِقلها على المعاقَب وصعوبةِ احتمالها بالحِمْل الذي يفدَح الحاملَ وينقُض ظهرَه، أو لأنها جزاءُ الوِزْر وهو الإثمُ والأولُ هو الأنسبُ بما سيأتي من تسميتها حِملاً وقوله تعالى :﴿ خالدين فِيهِ ﴾ أي في الوزر أو في احتماله المستمرِّ، حالٌ من المستكنّ في يحملُ والجمعُ بالنظر إلى معنى مَنْ لما أن الخلودَ في النار مما يتحقق حالَ اجتماعِ أهلِها كما أن الإفراد فيما سبق من الضمائر الثلاثةِ بالنظر إلى لفظها ﴿ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ القيامة حِمْلاً ﴾ أي بئس لهم ففيه ضميرٌ مبهمٌ يفسّره حِمْلاً والمخصوصُ بالذم محذوفٌ، أي ساء حملاً وِزرُهم واللامُ للبيان كما في هيتَ لك كأنه لما قيل : ساء، قيل : لمن يقال هذا؟ فأجيب : لهم، وإعادةُ يوم القيامة لزيادة التقريرِ وتهويلِ الأمر. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٦ صـ ﴾