وقال ابن عطية :
﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصور ﴾
و﴿ يوم ﴾ ظرف، و﴿ يوم ﴾ الثاني بدل منه وقرأ الجمهور " يُنفخ " بضم الياء وبناء الفعل للمفعول، وقرأت فرقة " يَنفخ " بفتح الياء وبناء الفعل للفاعل، أي ينفخ الملك. وقرأ أبو عمرو وحده " ننفخ " بالنون أي بأمرنا وهذه القراءة تناسب قوله ﴿ ونحشر ﴾. وقرأ الجمهور " في الصور " بسكون الواو، ومذهب الجمهور أنه القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل وبهذا جاءت الأحاديث، وقالت فرقة " الصوَر " جمع صورة كثمرة وثمر. وقرأ ابن عياض " ينفخ في الصوَر " بفتح الواو وهذه صريحة في بعث الأجساد من القبور، وقرأت فرقة هي الجمهور، " ونحشر " بالنون، وقرأت فرقة " ويحشر " بالياء، وقرأت فرقة " ويُحشر " بضم الياء " المجرمون " على المفعول الذي لم يسم فاعله، وهي قراءة مخالفة لخط المصحف وقوله :﴿ زرقاً ﴾ اختلف الناس في معناه، فقالت فرقة يحشرهم أول قيامهم سود الألوان زرق العيون تشويه ما ثم يعمون بعد ذلك وهي مواطن، وقالت فرقة إنهم يحشرون عطاشاً والعطش الشديد يرد سواد العين إلى البياض فكأنهم بيض سواد عيونهم من شدة العطش، وقالت فرقة أراد زرق الألوان وهي غاية في التشويه لأنهم يجيئون كلون الرماد، ومهيع كلام العرب أن يسمى هذا اللون أزرق ومنه زرقة الماء قال الشاعر :[ زهير بن أبي سلمى ] [ الطويل ]
فلما وردن الماء زرقاً جمامه... وضعن عصي الحاضر المتخيم
ومنه قولهم سنان أزرق لأنه نحو ذلك اللون.
﴿ يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (١٠٣) ﴾


الصفحة التالية
Icon