المعنى يوم ننسف الجبال يتبع الخلق داعي الله إلى المحشر وهذا نحو قوله تعالى ﴿ مهطعين إلى الداع ﴾ [ القمر : ٨ ] وقوله تعالى ﴿ لا عوج له ﴾ يحتمل أن يريد الإخبار به أي لا شك فيه ولا يخالف وجوده خبره، ويحتمل أن يريد لا محيد لأحد عن اتباعه والمشي نحو صوته. و" الخشوع التطامن والتواضع وهي الأصوات استعارة بمعنى الخفاءِ والاستسرار ومعنى ﴿ للرحمن ﴾ أي لهيبته وهول مطلع قدرته، و" الهمس " الصوت الخفي الخافت وقد يحتمل أن يريد " بالهمس " المسموع تخافتهم بينهم وكلامهم السر، ويحتمل أن يريد صوت الأقدام وأن أصوات النطق ساكنة. و﴿ من ﴾ في قوله ﴿ إلا من ﴾ يحتمل أن يكون الاستثناء متصلاً وتكون ﴿ من ﴾ في موضع نصب يراد بها المشفوع له فكأن المعنى ﴿ إلا من أذن له الرحمن ﴾ في أن يشفع له، ويحتمل أن يكون الاستثناء منقطعاً على تقدير " لكن من أذن له الرحمن يشفع "، ف ﴿ من ﴾ في موضع نصب بالاستثناء ويصح أن يكون في موضع رفع كما يجوز الوجهان في قولك ما في الدار أحد إلا حماراً وإلا حمار والنصب أوجه ﴿ من ﴾ على هذه التأويلات للشافع ويحتمل أن تكون للمشفوع فيه. وقوله تعالى :﴿ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ﴾ قالت فرقة يريد الملائكة، وقالت فرقة يريد خلقه أجمع، وقد تقدم القول في ترتيب " ما بين اليد وما خلف " في غير موضع على أن جماعة من المفسرين قالوا في هذه الآية ﴿ ما خلفهم ﴾ الدنيا و﴿ ما بين أيديهم ﴾ أمر الآخرة والثواب والعقاب، وهذا بأن نفرضها حالة وقوف حتى نجعلها كالأجرام وأما إن قدرناها في نسق الزمان فالأمر على العكس بحكم ما بيناه قبل. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية