وعنه أيضاً "عِوَجاً"، وادياً "وَلاَ أَمْتاً" رابية.
وعنه أيضاً : العوج ( الانخفاض ) والأمت الارتفاع.
وقال قتادة :"عِوَجاً" صدعاً "وَلاَ أَمْتاً" أي أكمة.
وقال يمان : الأمت الشقوق في الأرض.
وقيل : الأمت أن يغلظ مكان في الفضاء أو الجبل ويدق في مكان ؛ حكاه الصولي.
قلت : وهذه الآية تدخل في باب الرُّقَى ؛ ترقى بها الثآليل وهي التي تسمى عندنا ( بالبراريق ) واحدها ( برُّوقة ) ؛ تطلع في الجسد وخاصة في اليد : تأخذ ثلاثة أعواد من تبن الشعير، يكون في طرف كل عود عقدة، تُمرّ كل عُقدة على الثآليل وتقرأ الآية مرة، ثم تدفن الأعواد في مكان نديّ ؛ تعفّن وتعفّن الثآليل ؛ فلا يبقى لها أثر ؛ جرّبت ذلك في نفسي وفي غيري فوجدته نافعاً إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى :﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الداعي ﴾ يريد إسرافيل عليه السلام إذا نفخ في الصور ﴿ لاَ عِوَجَ لَهُ ﴾ أي لا معدل لهم عنه ؛ أي عن دعائه لا يزيغون ولا ينحرفون بل يسرعون إليه ولا يحيدون عنه.
وعلى هذا أكثر العلماء.
وقيل :﴿ لاَ عِوَجَ لَهُ ﴾ أي لدعائه.
وقيل : يتَّبعون الداعي اتباعاً لا عوج له ؛ فالمصدر مضمر ؛ والمعنى : يتّبعون صوت الداعي للمحشر ؛ نظيره :﴿ واستمع يَوْمَ يُنَادِ المناد مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ﴾ [ ق : ٤١ ] الآية.
وسيأتي.
﴿ وَخَشَعَتِ الأصوات ﴾ أي ذَلَّت وسكنت ؛ عن ابن عباس قال : لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشّع، فكل لسان ساكت هناك للهيبة.
﴿ للرحمن ﴾ أي من أجله.
﴿ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً ﴾ الهمس الصوت الخفيّ ؛ قاله مجاهد.
عن ابن عباس : الحس الخفيّ.
الحسن وابن جريج : هو صوت وقع الأقدام بعضها على بعض إلى المحشر ؛ ومنه قول الراجز :
وهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا...
يعني صوت أخفاف الإبل في سيرها.
ويقال للأسد الهموس ؛ لأنه يَهمِس في الظلمة ؛ أي يطأ وطئاً خفيّاً.
قال رؤبة يصف نفسه بالشدّة :


الصفحة التالية
Icon