وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ وأْمُرْ أهلكَ بالصلاة ﴾
قال المفسرون : المراد بأهله : قومه ومن كان على دينه : ويدخل في هذا أهل بيته.
قوله تعالى :﴿ واصطبر عليها ﴾ أي : واصبر على الصلاة ﴿ لا نسألكَ رزقاً ﴾ أي : لا نكلِّفك رزقاً لنفسك ولا لِخَلقنا، إِنما نأمرك بالعبادة ورزقُكَ علينا، ﴿ والعاقبةُ للتقوى ﴾ أي : وحُسن العاقبة لأهل التقوى.
وكان بكر بن عبد الله المزني إِذا أصاب أهلَه خصاصةٌ قال : قوموا فصلُّوا، ثم يقول : بهذا أمر الله تعالى ورسوله، ويتلو هذه الآية.
قوله تعالى :﴿ وقالوا ﴾
يعني : المشركين ﴿ لولا ﴾ أي : هلاّ ﴿ يأتينا ﴾ محمد ﴿ بآية من ربِّه ﴾ أي : كآيات الأنبياء، نحو الناقة والعصا، ﴿ أوَلَم يأتهم ﴾ قرأ نافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم :"تأتهم" بالتاء.
وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم :"يأتهم" بالياء.
قوله تعالى :﴿ بيِّنة ما في الصحف الأولى ﴾ أي : أولم يأتهم في القرآن بيان ما في الكتب من أخبار الأمم التي أهلكناها لمَّا سألوا الآيات ثم كفروا بها، فما يؤمِّنهم أن تكون حالُهم في سؤال الآيات كحال أولئك؟! ﴿ ولو أنَّا أهلكناهم ﴾ يعني : مشركي مكة ﴿ بعذاب من قبله ﴾ في الهاء قولان.
أحدهما : أنها ترجع إِلى الكتاب، قاله مقاتل.
والثاني : إِلى الرسول، قاله الفراء.
قوله تعالى :﴿ لقالوا ﴾ يوم القيامة ﴿ ربَّنا لولا ﴾ أي : هلاّ ﴿ أرسلتَ إِلينا رسولاً ﴾ يدعونا إِلى طاعتك ﴿ فنتَّبع آياتك ﴾ أي : نعمل بمقتضاها ﴿ من قبل أن نَذِلَّ ﴾ بالعذاب ﴿ ونَخْزَى ﴾ في جهنم.
وقرأ ابن عباس، وابن السميفع، وأبو حاتم عن يعقوب :"نُذَلَّ" "ونُخْزَى" برفع النون فيهما، وفتح الذال.