قال تعالى "لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا" ما هو ذلك العذاب هو "حِينَ" يحل بهم "لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ" ٣٩ إذا حل بهم فلا يقدرون على ردّ شيء منه ولا تأخيره، وجواب لو محذوف تقديره لما كانوا طلبوا ولا استهزأوا ولعلموا أن جهلهم هو الذي أوقعهم في ذلك العذاب وحدا بهم إلى تلك المهالك.
قال تعالى "بَلْ تَأْتِيهِمْ" الساعة المقدر فيها نزوله أو الموت "بَغْتَةً" على حين غرة فجأة "فَتَبْهَتُهُمْ" ويهولهم أمرها وتراهم حين تأتيهم حائرين "فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها" عنهم ولا الصبر عليها "وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ" ٤٠ يمهلون ليتوبوا ويعتذروا كما أنهم لا ينصرون من قبل أحد.
قال تعالى مسليا لحبيبه "وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ" كما استهزأ بك قومك "فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ" ٤١ من نزول العذاب فلم يحسوا إلا وقد نزل وأحاط بهم وكذلك قومك يا محمد إذا يقوا مصرين على تكذيبهم وسخريتهم يحيق بهم مثلهم، راجع نظيرة هذه الآية