ثم أشار سبحانه إلى استهزاء المشركين يقولون عند رؤية النبى ـ ﷺ ـ أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون، وقد أشار سبحانه إلى ما فى الإنسان فى طبيعته من الاستعجال، ويستعجلون العذاب (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين، ثم بين سبحانه حال الكافرين ( لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٣٩) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (٤٠)،
ولقد ذكر الله تعالى لتسلية النبى ( ﷺ ) ما كان يفعله السابقون من السخرية برسلهم وحاق بالذين سخروا ما كانوا به يستهزئون.
ثم نبه سبحانه إلى ما أنعم به عليهم من نعم وهى دائمة ( قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (٤٢)،
وليس لهم من يمنعهم من الله، وأنه سبحانه متع هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم وظنوا أنه لا حساب، وقد وجدوا عقاب الله تعالى لمشركى مكة بالحرب التى كانت تنقص عليهم الأرض من أطرافها.
ولقد أشار سبحانه إلى موسى وهارون وقد آتاهم ما أضاء الحق وذكر المتقين،
وما كان فرقانا بين الهدى والضلال، وهذا ذكر مبارك وهو القرآن، أفأنتم معشر المشركين له منكرون.