وقيل المراد بالذكر أقوال النبي ( ﷺ ) في أمر الشريعة ووعظه وتذكيره ووصفه بالحدوث إذا كان القرآن لنزوله وقتاً بعد وقت.
وسئل بعض الصحابة عن هذه الآية فقال محدث النزول محدث المقول.
وقال الحسن بن الفضل : المراد بالذكر هنا النبيّ ( ﷺ ) بدليل ﴿ هل هذا إلا بشر مثلكم ﴾ وقال :﴿ قد أنزل الله إليكم ذكراً رسولاً ﴾ وقد احتجت المعتزلة على حدوث القرآن بقوله ﴿ محدث ﴾ وهي مسألة يبحث فيها في علم الكلام.
وقرأ الجمهور ﴿ محدث ﴾ بالجر صفة لذكر على اللفظ، وابن أبي عبلة بالرفع صفة لذكر على الموضع، وزيد بن عليّ بالنصب على الحال ﴿ من ذكر ﴾ إذ قد وصف بقوله ﴿ من ربهم ﴾ ويجوز أن يتعلق ﴿ من ربهم ﴾ بيأتيهم.
و﴿ استمعوه ﴾ جملة حالية وذو الحال المفعول في ﴿ ما يأتيهم ﴾ ﴿ وهم يلعبون ﴾ جملة حالية من ضمير ﴿ استمعوه ﴾ و﴿ لاهية ﴾ حال من ضمير ﴿ يلعبون ﴾ أو من ضمير ﴿ استمعوه ﴾ فيكون حالاً بعد حال، واللاهية من قول العرب لهى عنه إذا ذهل وغفل يلهى لهياً ولهياناً، أي وإن فطنوا لا يجدي ذلك لاستيلاء الغفلة والذهول وعدم التبصر بقلوبهم.
وقرأ ابن أبي عبلة وعيسى ﴿ لاهية ﴾ بالرفع على أنه خبر بعد خبر لقوله ﴿ وهم ﴾.
و﴿ النجوى ﴾ من التناجي ولا يكون إلا خفية فمعنى ﴿ وأسرّوا ﴾ بالغوا في إخفائها أو جعلوها بحيث لا يفطن أحد لتناجيهم ولا يعلم أنهم متناجون.
وقال أبو عبيد :﴿ أسروا ﴾ هنا من الأضداد يحتمل أن يكون أخفوا كلامهم، ويحتمل أن يكون أظهروه ومنه قول الفرزدق :
فلما رأى الحجاج جرد سيفه...
أسر الحروري الذي كان أضمرا