وسيبويه، وقيل بدل منها أي أسروا هذا الحديث، و﴿ هَلُ ﴾ بمعنى النفوي ليست للاستفهام التعجبي كما زعم أبو حيان، والهمزة في قوله تعالى :﴿ أَفَتَأْتُونَ السحر ﴾ للإنكار والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام، وقوله سبحانه :﴿ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ حال من فاعل تأتون مقررة للإنكار مؤكدة للاستبعاد، وأرادوا كما قيل ما هذا إلا بشر مثلكم أي من جنسكم وما أتى به سحر تعلمون ذلك فتأتونه وتحضرونه على وجه الاذعان والقبول وأنتم تعاينون أنه سحر قالوه بناء على ما ارتكز في اعتقادهم الزائغ أن الرسول لا يكون إلا ملكاً وأن كل ما يظهر على يد البشر من الخوارق من قبيل السحر، وعنوا بالسحر ههنا القرآن ففي ذلك إنكار لحقيته على أبلغ وجه قاتلهم الله تعالى أني يؤفكون، وإنما أسروا ذلك لأنه كان على طريق توثيق العهد وترتيب مبادي الشر والفساد وتمهيد مقدمات المكر والكيد في هدم أمر النبوة وإطفاء نور الدين والله تعالى يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون، وقيل أسروه ليقولوا للرسول ﷺ والمؤمنين إن كان ما تدعونه حقاً فاخبرونا بما أسررناه؟ ورده في الكشف بأنه لا يساعده النظم ولا يناسب المبالغة في قوله تعالى :﴿ وَأَسَرُّواْ النجوى الذين ظَلَمُواْ ﴾ ولا في قوله سبحانه ﴿ أَفَتَأْتُونَ ﴾ السحر. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon