﴿ وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ ﴾ يريد لا يموتون.
وهذا جواب لقولهم :﴿ مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ﴾ [ المؤمنون : ٣٣ ] وقولهم :﴿ مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطعام ﴾ [ الفرقان : ٧ ].
و"جسداً" اسم جنس ؛ ولهذا لم يقل أجساداً.
وقيل : لم يقل أجساداً ؛ لأنه أراد وما جعلنا كل واحد منهم جسداً.
والجسد البدن ؛ تقول منه : تَجسَّد كما تقول من الجسم تَجسَّم.
والجسد أيضاً الزعفران أو نحوه من الصّبغ، وهو الدم أيضاً ؛ قال النابغة :
وما هُريقَ على الأنصابِ من جَسَد...
وقال الكلبي : والجسد هو المتجسد الذي فيه الروح يأكل ويشرب ؛ فعلى مقتضى هذا القول يكون ما لا يأكل ولا يشرب جسماً.
وقال مجاهد : الجسد ما لا يأكل ولا يشرب ؛ فعلى مقتضى هذا القول يكون ما يأكل ويشرب نفساً ؛ ذكره الماوردي.
قوله تعالى :﴿ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الوعد ﴾ يعني الأنبياء ؛ أي بإنجائهم ونصرهم وإهلاك مكذّبيهم.
﴿ وَمَن نَّشَآءُ ﴾ أي الذين صدّقوا الأنبياء. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١١ صـ ﴾