وقال الآلوسى :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ ﴾
جواب لما زعموه من أن الرسول لا يكون إلا ملكاً المشار إليه بقولهم ﴿ هل هذا إلا بشر مثلكم ﴾ [ الأنبياء : ٣ ] الذي بنوا عليه ما بنوا فهو متعلق بذلك وقدم عليه جواب قولهم :﴿ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا ﴾ [ الأنبياء : ٥ ] لأنهم قالوا ذلك بطريق التعجيز فلا بد من المسارعة إلى رده وإبطاله ولأن في هذا الجواب نوع بسط يخل تقديمه بتجاوب النظم الكريم، وقوله تعالى :﴿ نُّوحِى إِلَيْهِمْ ﴾ استئناف مبين لكيفية الإرسال، وصيغة المضارع لحكاية الحال الماضية المستمرة وحذف المفعول لعدم القصد إلى خصوصه، والمعنى ما أرسلنا إلى الأمم قبل ارسالك إلى أمتك إلا رجالاً لا ملائكة نوحي إليهم بواسطة الملك ما نوحي من الشرائع والأحكام وغيرهما من القصص والأخبار كما نوحي إليك من غير فرق بينهما في حقيقة الوحي وحقية مدلوله كما لا فرق بينك وبينهم في البشرية فما لهم لا يفهمون أنك لست بدعا وإن ما أوحى إليك ليس مخالفاً لما أوحى إليهم فيقولون ما يقولون.