قرىء نكسوا بالتشديد ونكسوا على لفظ ما لم يسم فاعله، أي نكسوا أنفسهم على رؤوسهم وهي قراءة رضوان بن عبد المعبود.
أما قوله تعالى :﴿قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ * أُفّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ فالمعنى ظاهر.
قال صاحب "الكشاف" : أف صوت إذا صوت به علم أن صاحبه متضجر، وإن إبراهيم عليه السلام أضجره ما رأى من ثباتهم على عبادتها بعد انقطاع عذرهم، وبعد وضوح الحق وزهوق الباطل، فتأفف بهم.
ثم يحتمل أنه قال لهم ذلك وقد عرفوا صحة قوله.
ويحتمل أنه قال لهم ذلك وقد ظهرت الحجة وإن لم يعقلوا.
وهذا هو الأقرب لقوله :﴿أَفَتَعْبُدُونَ﴾ ولقوله :﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٢ صـ ١٦٠ ـ ١٦٢﴾


الصفحة التالية
Icon