﴿ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ﴾ [ يوسف : ٤٣ ] أو للتعليل فهي متعلقة بعاكفون وليست للتعدية لأن عكف إنما يتعدى بعلى كما في قوله تعالى :﴿ يَعْكُفُونَ على أَصْنَامٍ لَّهُمْ ﴾ [ الأعراف : ١٣٨ ] وقد نزل الوصف هنا منزلة اللازم أي التي أنتم لها فاعلون العكوف.
واستظهر أبو حيان كونها للتعليل وصلة ﴿ عاكفون ﴾ محذوفة أي عاكفون على عبادتها، ويجوز أن تكون اللام بمعنى على كما قيل ذلك في قوله تعالى :﴿ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [ الاسراء : ٧ ] وتتعلق حينئذ بعاكفون على أنها للتعدية.
وجوز أن يؤول العكوف بالعبادة فاللام حينئذ كما قيل دعامة لا معدية لتعديه بنفسه ورجح هذا الوجه بما بعد، وقيل لا يبعد أن تكون اللام للاختصاص والجار والمجرور متعلق بمحذوف وقع خبراً و﴿ عاكفون ﴾ خبر بعد خبر، وأنت تعلم أن نفي بعده مكابرة.
ومن الناس من لم يرتض تأويل العكوف بالعبادة لما أخرج ابن أبي شيبة.
وعبد بن حميد.
وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي.
وابن المنذر.
وابن أبي حاتم.
والبيهقي في الشعب عن علي كرم الله تعالى وجهه أنه مر على قوم يلعبون بالشطرنج فقال : ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون لأن يمس أحدكم جمراً حتى يطفى خير له من أن يمسها، وفيه نظر لا يخفى، نعم لا يبعد أن يكون الأولى إبقاء العكوف على ظاهره، ومع ذلك المقصود بالذات الاستفسار عن سبب العبادة والتوبيخ عليها بالطف أسلوب ولما لم يجدوا ما يعول عليه في أمرها التجؤا إلى التشبث بحشيش التقليد المحض حيث.
﴿ قَالُواْ وَجَدْنَا ءابَاءنَا لَهَا عابدين ﴾
وأبطل عليه السلام ذلك على طريقة التوكيد القسمي حيث.