وقال القاسمى :
﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ ﴾ أي : هدايته للحق وهو التوحيد الخالص :﴿ مِنْ قَبْلُ ﴾ أي : من قبل موسى وهارون :﴿ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾ أي : علمنا أنه أهل لما آتيناه [ في المطبوع : آيتناه ]. أو علمنا أنه جامع لمكارم الأخلاق التي آتيناه إياها، فأهّلناه لخلتنا وأخلصناه لاصطفائنا.
﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ أي : ما هذه الصور الحقيرة التي عكفتم على عبادتها. استفهام تحقير لها وتوبيخ على العكوف على عبادتها، بأنها تماثيل صور بلا روح، مصنوعة لا تضر ولا تنفع، فكيف تعبد ؟.
﴿ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴾ أي : فقلدناهم وتأسينا بهم ﴿ قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ أي : لا يخفى على عاقل لعدم استناد الفريقين إلى دليل، بل إلى هوى متََّبَع وشيطان مطاع. وفي الإتيان بفي الظرفية دلالة على تمكنهم في ضلالهم، وأنه ضلال قديم موروث. فهو أبلغ من ضالين. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ١١ صـ ٢٠٩ ـ ٢١٠﴾