" فوائد لغوية وإعرابية "
قال السمين :
قوله :﴿ وَنُوحاً ﴾ : فيه وجهان : أحدُهما : أنَّه منصوبٌ عَطْفاً على " لُوْطاً " فيكونُ مشتَرِكاً معه في عامِلِه الذي هو " آتَيْنا " المفسَّرِ ب " آتيناه " الظاهرِ. وكذلك ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ﴾ [ الآية : ٧٨ ] والتقدير : ونوحاً آتيناه حُكْماً، وداودَ وسليمان آتيناهما حكماً. وعلى هذا ف " إذ " بدلٌ مِنْ " نوحاً " ومِنْ " داود وسليمان " بدلُ اشتمالٍ. وقد تقدَّم تحقيقُ مثلِ هذا في طه.
الثاني : أنَّه منصوبٌ بإضمارِ " اذكُرْ " أي : اذكر نوحاً وداودَ وسليمانَ أي : اذْكُرْ خبَرهم وقصتَهم، وعلى هذا فتكونُ " إذ " منصوبةً بنفسِ المضافِ المقَّدرِ أي : خبرَهم الواقعَ في وقتٍ كان كيتَ وكيتَ.
وقوله :﴿ مِن قَبْلُ ﴾ أي : مِنْ قبلِ هؤلاءِ المذكورين.
وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (٧٧)
قوله :﴿ مِنَ القوم ﴾ : فيه أوجهٌ، أحدها : أن يُضَمَّن " نَصَرْناه " معنى منَعْناه وعَصَمْناه. ومثلُه ﴿ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ الله ﴾ [ غافر : ٢٩ ] فلمَّا ضُمِّنَ معناه تَعَدَّى تعَديتَه. الثاني : أنَّ نَصَر مطاوِعُهُ انتصر، فتعدى تعديةً ما طاوعه. قال الزمخشري :" وهو نَصَر الذي مطاوِعُه انتصر. وسمعتُ هُذَِليَّاً يدعو على سارِقٍ " اللهم انْصُرْهم منه " أي : اجْعَلْهم منتصِرين منه ". ولم يظهر فرقٌ بالنسبةِ إلى التضمين المذكور ؛ فإنَّ معنى قولِه " منتصرين منه " أي : ممتنعين أو مَعْصُوْمين منه.
الثالث : أن " مِنْ " بمعنى على أي : على القوم. أ هـ ﴿الدر المصون حـ ٨ صـ ١٨٣ ـ ١٨٤﴾


الصفحة التالية
Icon