﴿ وَمِنَ الشياطين ﴾ أي وسخرنا له من الشياطين ﴿ مَن يَغُوصُونَ لَهُ ﴾ في البحار ويستخرجون له من نفائسها، وقيل : مَنْ رُفع على الابتداء وخبرُه ما قبله والأولُ هو الأظهرُ ﴿ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلك ﴾ أي غير ما ذكر من بناء المدن والقصورِ واختراعِ الصنائعِ الغريبة لقوله تعالى :﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن محاريب وتماثيل ﴾ الآية، وهؤلاء أما الفرقةُ الأولى أو غيرها لعموم كلمة مَنْ، كأنه قيل : ومَن يعملون وجمعُ الضمير الراجع إليها باعتبار معناها بعد ما رشح جانبُه بقوله تعالى :﴿ وَمِنَ الشياطين ﴾، روي أن المسخَّر له عليه السلام كفارُهم لا مؤمنوهم لقوله تعالى :﴿ وَمِنَ الشياطين ﴾ وقوله تعالى :﴿ وَكُنَّا لَهُمْ حافظين ﴾ أي من أن يزيغوا عن أمره أو يُفسدوا على ما هو مقتضى جِبِلّتهم، قيل : وكل بهم جمعاً من الملائكة وجمعاً من مؤمني الجن، وقال الزجاجُ : كان يحفظهم من أن يفسدوا ما عمِلوا وكان دأبُهم أن يفسدوا بالليل ما عمِلوه بالنهار. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon