وقال أبو الفتح ابن جنى : أصله ننجي كما في قراءة الجحدري فحذفت النون الثانية لتوالي المثلين والأخرى جيء بها لمعنى والثقل إنما حصل بالثانية وذلك كما حذفت التاء الثانية في ﴿ ديارهم تظاهرون ﴾ [ البقرة : ٨٥ ] ولا يضر كونها أصلية وكذا لا يضر عدم اتحاد حركتها مع حركة النون الأولى فإن الداعي إلى الحذف اجتماع المثلين مع تعذر الإدغام فقول أبي البقاء : إن هذا التوجيه ضعيف لوجهين، أحدهما : أن النون الثانية أصل وهي فاء الكلمة فحذفها يبعد جداً، والثاني : أن حركتها فير حركة النون الأولى فلا يستثقل الجمع بينهما بخلاف ﴿ تظاهرون ﴾ [ البقرة : ٨٥ ] ليس في حيز القبول، وإنما امتنع الحذف في ﴿ تتجافى ﴾ [ السجدة : ١٦ ] لخوف اللبس بالماضي بخلاف ما نحن فيه لأنه لو كان ماضياً لم يسكن آخره، وكونه سكن تخفيفاً خلاف الظاهر، وقيل هو فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله وسكنت الياء للتخفيف كما في قراءة من قرأ ﴿ وَذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ الربا ﴾ [ البقرة : ٢٧٨ ] وقوله :
هو الخليفة فارضوا ما رضي لكم...
ماضي العزيمة ما في حكمه جنف
ونائب الفاعل ضمير المصدر و﴿ المؤمنين ﴾ مفعول به، وقد أجاز قيام المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول به الأخفش.
والكوفيون.
وأبو عبيد، وخرجوا على ذلك قراءة أبي جعفر ﴿ لِيَجْزِىَ قَوْماً ﴾ [ الجاثية : ٤١ ].
ولو ولدت فقيرة جرو كلب...
لسب بذلك الكلب الكلابا
والمشهور عن البصريين أنه متى وجد المفعول به لم يقم غيره مقام الفاعل، وقيل إن ﴿ المؤمنين ﴾ منصوب بإضمار فعل أي وكذلك نجى هو أي الإنجاء ننجي المؤمنين، وقيل هو منصوب بضمير المصدر والكل كما ترى. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٧ صـ ﴾