وأخرج ابن عساكر، والديلمي، وابن النجار عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله ﷺ :" قال الله لأيوب : تدري ما جرمك عليّ حتى ابتليتك؟ قال : لا يا رب، قال : لأنك دخلت على فرعون فداهنت عنده في كلمتين " وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : إنما كان ذنب أيوب أنه استعان به مسكين على ظالم يدرؤه فلم يعنه، ولم يأمر بالمعروف، ولم ينه الظالم عن ظلم المسكين فابتلاه الله، وفي إسناده جويبر.
وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان لأيوب أخوان جاءا يوماً فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه، فقاما من بعيد، فقال أحدهما للآخر : لو كان علم الله من أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا، فجزع أيوب من قولهما جزعاً لم يجزع من شيء قط مثله، فقال : اللّهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعان، وأنا أعلم مكان جائع فصدّقني ؛ فصدّق من السماء وهما يسمعان، ثم قال : اللّهم إن كنت تعلم أني لم ألبس قميصاً قط وأنا أعلم مكان عار فصدّقني، فصدّق من السماء وهما يسمعان ثم خرّ ساجداً وقال : اللّهم بعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عني، فما رفع رأسه حتى كشف الله عنه.
وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر مرفوعاً بنحو هذا.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله :﴿ وآتيناه أهله ومثلهم معهم ﴾ قال : قيل له : يا أيوب، إن أهلك لك في الجنة، فإن شئت أتيناك بهم، وإن شئت تركناهم لك في الجنة وعوضناك مثلهم، قال : لا، بل اتركهم لي في الجنة، قال : فتركوا له في الجنة وعوّض مثلهم في الدنيا.