وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد أنه قال في الآية : تتلقاهم الملائكة الذين كانوا قرناءهم في الدنيا يوم القيامة فيقولون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة، وقيل تتلقاهم عند باب الجنة بالهدايا أو بالسلام، والأظهر أن ذلك عند القيام من القبور وهو كالقرينة على أن عدم الحزن حين النفخة الأخيرة، وظاهر أكثر الجمل يقتضي عدم دخول الملائكة في الموصول السابق بل قوله تعالى :﴿ وتتلقاهم ﴾ الخ نص في ذلك فلعل الإسناد في ذلك عند من أدرج الملائكة عليهم السلام في عموم الموصول لسبب النزول على سبيل التغليب أو يقال : إن استثناءهم من العموم السابق لهذه الآية بطريق دلالة النص كماأن دخولهم فيما قبل كان كذلك.
وقرأ أبو جعفر ﴿ لاَ يَحْزُنُهُمُ ﴾ مضارع أحزن وهي لغة تميم وحزن لغة قريش.
﴿ يَوْمَ نَطْوِى السماء ﴾
منصوب باذكر، وقيل ظرف ل ﴿ لايحزنهم ﴾ [ الأنبياء : ١٠٣ ]، وقيل للفزع، والمصدر المعرف وإن كان ضعيفاً في العمل لا سيما وقد فصل بينه وبين معموله بأجنبي إلا أن الظرف محل التوسع قاله في "الكشف".
وقال الخفاجي : إن المصدر الموصوف لا يعمل على الصحيح وإن كان الظرف قد يتوسع فيه، وقيل ظرف ل ﴿ تتلقاهم ﴾ [ الأنبياء : ١٠٣ ]، وقيل هو بدل من العائد المحذوف من ﴿ تُوعَدُونَ ﴾ [ الأنبياء : ١٠٣ ] بدل كل من كل وتوهم أنه بدل اشتمال، وقيل حال مقدرة من ذلك العائد لأن يوم الطي بعد الوعد.
وقرأ شيبة بن نصاح.
وجماعة ﴿ يطوى ﴾ بالياء والبناء للفاعل وهو الله عز وجل.
وقرأ أبو جعفر.


الصفحة التالية
Icon