كل جدث " وهذه القراءة تؤيد هذا التأويل، و﴿ ينسلون ﴾ معناه يسرعون في تطامن ومنه قول الشاعر :[ الرمل ]
عسلان الذئب أمسى قارباً... برد الليل عليه فنسل
وقرأت فرقة بكسر السين، وقرأت بضمها، وأسند الطبري عن أبي سعيد قال يخرج يأجوج ومأجوج فلا يتركون أحداً إلا قتلوه إلا أهل الحصون فيمرون على بحيرة طبرية فيمر آخرهم فيقول كان هنا مرة ما، قال فيبعث الله عليهم النغف حتى تكسر أعناقهم فيقول أهل الحصون لقد هلك أعداء الله فيدلون رجلاً ينظر فيجدهم قد هلكوا قال فينزل الله تعالى من السماء فيقذف بهم في البحر فيطهر الأرض منهم، وفي حديث حذيفة نحو هذا وفي آخره قال وعند ذلك طلوع الشمس من مغربها، وروي أن ابن عباس رأى صبياناً يلعبون وينزوا بعضهم على بعض فقال هكذا خروج يأجوج ومأجوج.
وقوله تعالى :﴿ واقترب الوعد الحق ﴾ يريد يوم القيامة، وروي في الحديث " أن الرجل ليتخذ الفلو بعد يأجوج ومأجوج فلا يبلغ منفعته حتى تقوم الساعة "، وقوله تعالى :﴿ هي ﴾، مذهب سيبويه أنها ضمير القصة كأنه قال فإذا القصة أو الحادثة ﴿ شاخصة أبصار ﴾ وجوز الفراء أن تكون ضمير الإبصار تقدمت لدلالة الكلام ويجيء ما يفسرها وأنشد على ذلك :[ الطويل ]
فلا وأبيها لا تقول حليلتي... ألا فرَّعني مالك بن أبي كعب
والشخوص بالعين إحداد النظر دون أن يطرف، وذلك يعتري من الخوف المفرط أو علة أو نحوه، وقوله :﴿ يا ويلنا ﴾ تقديره يا ويلنا لقد كانت بنا غفلة عما وجدنا الآن وتبينا الآن من الحقائق ثم تركوا الكلام الأول ورجعوا إلى نقد ما كان يداخلهم من تعهد الكفر وقصد الإعراض فقالوا ﴿ بل كنا ظالمين ﴾. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾