ثم بين سبحانه شرعية الجهاد بعد هذه الإشارات إلى الحج، وهو من الجهاد، ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (٣٨)،
ثم صرح سبحانه وتعالى بالإذن بالقتال :( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠)،
وقد بين الله تعالى فضل المتقين فى إقامتهم الصلاة، وإيتائهم الزكاة وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. وأشار سبحانه إلى المشركين، وأنهم لم يعتبروا بهلاك من سبقوهم إلى الشرك، واضطهاد أهل الإيمان ومعاندة الرسل، فأشار سبحانه إلى قوم عاد وثمود، وقوم إبراهيم وقوم لوط، وأصحاب مدين، وكذب موسى ثم قال :(... فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير.
ثم أشار سبحانه إلى هلاك القرى التى أهلكها سبحانه وهى ظالمة (... فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد، ودعا الله المشركين إلى أن يسيروا فى الأرض، فتكون لهم قلوب يعقلون بها، أو آذان يسمعون بها، (... فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
ثم ذكر سبحانه حال المشركين، فى استعجالهم العذاب، بدل أن يعملوا للثواب، وبين أنه يملى لهم ثم يأخذ الآثم بإثمه، ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨).